العطور القوية والبخور والروائح النفاذة تثير نوبات الربو ..
بعض مسببات الحساسية ومثيرات نوبات الربو
تُعد أمراض الجهاز التنفسي من أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال وخاصة إذا اعتبرنا أن الجهاز التنفسي يمتد من الأنف وحتى الرئتين. وشيوع هذه الأمراض بكل أشكالها ينطبق على جميع فصول السنة ولكنه يزداد بشكل ملحوظ بحلول فصل الشتاء ويتزامن ذلك عادة مع عودة الأطفال إلى المدارس.
هناك بعض أمراض الجهاز التنفسي النادرة والموروثة وهذا ليس مجال هذا المقال ولكننا سنتطرق إلى الأمراض الشائعة التي يعاني منها المجتمع والجهاز الصحي للدولة.
ومن الممكن أن نقسم هذه الأمراض إلى:
- التهابات الجهاز التنفسي الوبائية.
- والتهابات الجهاز التنفسي التحسسية.
أولاً: التهابات الجهاز التنفسي الوبائية:
وهذه تعني ضمنياً أن مسبباتها إما تكون من الفيروسات أو البكتيريا وفي حالات نادرة غيرها من الجراثيم مثل الدرن (السل) والفطريات وغيرها.
والالتهابات الوبائية في الجهاز التنفسي عادة ما تكون مصحوبة بارتفاع طفيف أو شديد في درجة الحرارة اعتماداً على نوع الوباء بالإضافة إلى أعراض عامة أخرى من أهمها السُعال والقشعريرة وافراز البلغم والضعف العام. كما أن بعض هذه الأمراض قد يسبقها خصوصاً في الأطفال التهاب في مكان آخر من الجسم مثل الأذنين أو الحلق. وهذه الأمراض الوبائية قد تكون معدية. وتزداد عدواها مع الاكتظاظ في الأماكن المغلقة مثل المدارس أو كما يحدث في موسم الحج. ويمكن الوقاية من بعض هذه الأمراض المعدية عن طريق التطعيمات التي يعطى بعضها الآن بشكل روتيني للأطفال وبعضها يعطي حسب الرغبة مثل: Prevner, Hib، وتطعيم الانفلونزا. ويجدر بنا الإشارة هنا أن تطعيم الانفلونزا هو تطعيم سنوي ويؤخذ في بداية فصل الخريف (اكتوبر) ويحمي من بعض الرشوحات.
هذه الأمراض المعدية بعضها يحتاج إلى مضادات حيوية وبعضها ينحسر تلقائياً مثل: الزكام والذي يسببه عدة فيروسات مثل: Influenza, Para Influenza, Adenovirus, Rhinovirus، وغيرها.
ثانياً: التهابات الجهاز التنفسي التحسسية:
وهذا نوع مختلف من الالتهابات الوبائية، مختلف أولاً في نوع الخلايا المسؤولة عن الالتهاب أساساً وثانياً في المسببات مع تشابه واضح في الأعراض. وتزامن هذين النوعين من الالتهاب في الحدوث شائع خصوصاً في الأطفال الصغار جداً، مما يجعل الأمر يختلط على المريض وأحياناً على الطبيب المعالج وسيظهر في الشرح لاحقاً السبب.
من المهم جداً أن نذكر أن العامل الوراثي أساسي في هذه الالتهابات التحسسية ولا نعني بذلك مجرد أن يكون أحد الوالدين مصاباً بالربو. فيكفي أن يكون أحد الأقارب كالجدين أو الأعمام أو الأخوال مصاباً بالربو، أو غيره من الحساسيات المرتبطة بالربو كحساسية الأنف والتي يصفها معظم الناس للطبيب كانسداد أو سيلان شبه دائم في الأنف مصحوب أحياناً بشخير في الليل أو تنفس عن طريق الفم مع الشعور بالجفاف والألم في الحلق عند الصباح أو التهابات أو احتقانات الجيوب الأنفية المتكررة كما أن الربو مرتبط وراثياً بحساسية الجلد والتي عادة ما تصيب الأطفال في الأشهر أو السنوات الأولى من حياتهم ثم تتحسن تلقائياً بعد ذلك في معظم الأحيان. هذه العوامل الوراثية في الربو القصبي لا يمكن تغييرها حتى الآن مع وجود البحث العلمي المستفيض حول هذا الموضوع.
أما العوامل الأخرى المسببة للربو التي يمكن التحكم بها إلى حد ما هي العوامل البيئية ومن أهمها:
الالتهابات الفيروسية مثل (Rhinovirus, RSV)، وهنا يظهر الارتباط بين النوع الأول من أمراض الجهاز التنفسي الوبائية والربو القصبي التحسسي في الأطفال حيث إن الأطفال المؤهلين وراثياً للحساسية في حالة تعرضهم لبعض أنواع الفيروسات (زكام) تبدأ اعراضهم بأعراض الزكام مثلاً في الأيام الأولى من حرارة طفيفة وسُعال وسيلان الأنف وبعد عدة أيام يحدث تحول في طبيعة السُعال ويصبح السُعال ليلياً أو بعد اللعب، وأحياناً نوبات سُعال يتبعها قيء عند الأطفال ويستمر السُعال لأسابيع عديدة بدل أيام، ويستجيب السُعال لموسعات القصبات (الشُعب) وليس للمضادات الحيوية ولا يشترط أن يسمع الطبيب «أزيراً» في صدر الطفل لتشخيص الربو، فالسُعال وطبيعته أهم للتشخيص من وجود الأزير أو عدمه.
من الأسباب البيئية للربو القصبي المحسسات في الجو مثل:
- غبار الطلع للزهور والشجر والأعشاب والحشائش، والفطريات والخمائر (Molds).
- فراء ووبر وفضلت الحيوانات كالقطط والكلاب والأرانب وريش الطيور. بالإضافة إلى حشرات الغبار المجهرية (Dist Mite) التي توجد غالباً في أغطية النوم والستائر والأثاث، ومن ثمَّ بشكل أقل حساسية للأطعمة أو الأدوية.
- وهناك أيضاً ما ندعوه مثيرات أو مهيجات للربو القصبي وهذه من ضمنها: الدخان، والعطور القوية، والبخور والروائح النفاذة كمزيلات الدهان والطلاء.
من العوامل الأخرى التي تسبب الربو القصبي أو تزيد من شدته هي: ارتداد الطعام من المعدة للمريء (GERD) والتهاب الجيوب الأنفية وحساسية الأنف.
في النهاية نأمل أن يكون هذا تلخيصاً علمياً موضوعياً بسيطاً لمسببات أمراض الجهاز التنفسي والربو القصبي عند الأطفال.