في البدء لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص التهنئة و التبريك لأسرة مدرسه ماحص الثانوية الشاملة للبنات , هذا الصرح التربوي الشامخ , على هذا الموقع اللإكتروني الرائع, ابتدأ من الأخت المربية القديرة الفاضلة مديرة المدرسة والأخوات المربيات الفاضلات المعلمات والأخت المربية الفاضلة هيا المفلح المشرفة على هذا الموقع , وكافة بناتنا الطالبات العزيزات .
وهذا ليس غريبا على هذه المدرسة الأردنية العريقة الرائدة والمتميزة التي نفاخر ونعتز بها نحن أهالي ماحص , في آن تكون ضمن القلة القليلة من المدارس , في زمن الثورة الرقمية والمعرفية , التي , بادرت وواكبت التطور و التقدم العلمي التكنولوجي والمعرفي,في استخدام تكنولوجيا المعلومات , لإكساب طالباتها المهارات الضرورية اللازمة في هذا المجال , حيث يعتبر هذا الموقع .. اضافه ذات قيمه أكاديمية معرفية وعلمية للطالبات ...كنشاط ووسيلة تعليمية تثقيفية لا منهجيه ...ستشعرون بقيمتها بعد حين وبعد أن يعطي هذا الموقع أؤكله ..متمنيا لكم كل التوفيق والنجاح .
آما عن ذكرياتي مع هذه المدرسة ...فحدث ولا حرج ....لقد كانت منطقه المدرسة مشاع عام لأهل البلدة مخصصه للبيادر ...وكانت تسمى بيادر الخضر ...حيث يوجد مقام الخضر عليه السلام بقربها ....وفي أواخر الستينات من القرن الماضي ...قرر آهل البلدة ...الموافقة وبصدر رحب على بناء مدرسه للذكور على هذه الأرض ...كأولوية ضرورية قصوى ....والتضحية بميزة قرب البيادر من البلدة ...مفضلين تحملهم مشاق وضع بيادرهم ...في أماكن بعيده نسبيا ....لمصلحه تعليم أبنائهم .
بيتنا بالطبع كان وما يزال اقرب المجاورين للمدرسة ,وتشاء الصدف أن تكون المباشرة في بناء المدرسة متزامنا مع قيامنا ببناء أول غرفتين من بيتنا...وكما هو معروف ...لم يكن في ماحص آنذاك شبكه لتوزيع المياه ...وكانت المياه تنقل على الدواب من عين ماحص ...واذكر ...أن هناك شباب من ماحص ...اخذوا تعهد نقل المياه لاستكمال بناء المدرسة (أذكر منهما شابين محترمين انتقلا إلى رحمه الله تعالى ).......وقد طلبت منهما والدتي تزويدنا ببعض المياه ...في بناء بيتنا .
واذكر أن مدرسه البنات كانت تشغل الطابق السفلي من مبني البلدية القديم الذي تم هدمه مؤخرا ....وكانت مدرسه الذكور في المدرسة المجاورة للعين وتعاني اكتظاظا شديدا ...وصفوف مجمعه ...وعندما استكمل بناء مدرسه البيادر ...انتقل إليها الذكور ...وحلت الإناث محلهم في مدرسه العين ..
ولقد شاركنا نحن الطلاب بكل ما ترونه بالمدرسة ..من تمهيد للساحات ...وزراعة للأشجار الحرجيه التي مازالت قائمه .... نعم ذكريات غالية وعزيزة على قلوبنا ...نحن ذلك الجيل , نفتخر بها ونعتز .
ذكريات الجوار مع المدرسة كانت أحيانا سارة وأحيانا مزعجه ....
ومن اطرف ما كان يحصل ... وحيث أن المدرسة لم تكن مسيجة بسور ...وكانت دجاجاتنا بصحبه الديك ...يذهبن إلى ساحة المدرسة ...لالتقاط ..الفتات من بقايا سنادويشات الطلاب ....وكان ذلك يشكل إزعاجا للمدرسة ...في حين ...أن الطلاب ...كانوا يستبيحون أرضنا ..يوميا مئات المرات ...في ملاحقه ...الفطبول ...وطبعا يدمرون ...بعض مزروعاتنا ....فحدث أن احتج الشيخ علي ابو عذيه أطال الله في عمرة ....على الدجاجات ....ونادي مازحا ...يا..أم طلب (ضبي جاجاتك ... وإلا نحجزهن ) ...فقالت له عندما( تضب أولادك.. آنا ضب جاجاتي ... وأنا موافقة كل واحد منا... يحجز إلى ييجيه ( تقصد الطلاب ) ...فضحكا وبقي الحال على ما هو عليه... إلى أن بني السور ...وانقرضت الدجاجات ) .
كانت المدرسة ... تستعير منا بعض الأشياء ...كعادة الجيران ...وكنا نعطي بصدر طيب رحب ...وكانت ومازالت علاقاتنا ...مع المدرسة وإداراتها المتعاقبة جيدة جدا والحمد لله .
واذكر أيضا هذه الحادثة ... لا ادري لماذا كنا ...نقوم بحراسه المدرسة ...مجانا لوجه الله ...فعندما تكونت خلايا للعمل الفدائي في ماحص( ميليشيا ) ...وفي إحدى الليالي ...سمعنا أصوات كثيرة في المدرسة ...فقمنا بإشعال ..اللوكس أبو شبر ...وذهبنا أنا ووالدتي ...نستطلع الآمر ..وعندما وصلنا إلى الساحة ...اندفع باتجاهنا ...شاب ملثم ...يحمل كلا شن كوف ...وصوبه نحونا ...صائحا بنا ...كشفتمونا ...إحنا فدائيين... نضع لاصقات ...فنفرت به آمي ...شفاها الله ...وقالت له ...زيح هذا عنا( تقصد السلاح ) ... ووبخته ..طبعا عدنا ... وفي صباح اليوم التالي كانت المدرسة ...مرشو مه ...باللاصقات .
ومن الذكريات أيضا ...انه ...تمت سرقه بعض الأسئلة من المدرسة من قبل بعض الطلاب ...وكنت بالطبع وبحكم الجوار من المتهمين ...وتم التحقيق معي ...وكوني كنت طالبا متفوقا .. بكيت كثيرا مستغربا هذه التهمه , لقد أثر بي هذا الحدث كثيرا ... لإحساسي بفقدان ثقة المعلمين بي ...وكان نقطه تحول في حياتي ...اضطررت بعدها ... الانتقال إلى ...مدرسة أبناء الشهداء الداخلية في عمان( مدرسه الشهيد فيصل الثاني ) ...لمدة عام ... عدت إلى مدرسة ماحص بعد أحداث أيلول .
وذكرى لئيمة أخرى ...كنت مع بعض أصدقائي نلعب ...بالبسكليت في الملعب ..فترة من الوقت ...وبعدما ذهابنا ....أحرقت خلايا نحل ...كانت للمدرسة من قبل مجهولين ...وبالطبع ...تم إلصاق التهمه بنا ..(.من قبل نفس الأستاذ الذي اتهمني بسرقة الأسئلة )سامحه الله ...وذهبنا إلى المخفر ...طبعا نظفنا الإسطبل ...وضربنا ... وتغرمنا ...قيمه الخلايا ....ولقد عرفت بعد سنين عديدة ...الفاعلين الحقيقيين في الحالتين ...سامحهم الله .
تعرفت اكثر على هذه المدرسة اكثر من خلال تعاملي المباشر مع إدارتها المحترمة ومعلماتها الفاضلات , عندما أنشئت بعد تقاعدي ( المكتبة) بقصد التجارة ... (التي فشلت فيها ...فشلا ذريعا ... لآن إلي مش كارة يا ناره ) , فما وجدت إلا كل احترام وتقدير ... وتعامل أخلاقي راقي منقطع النظير من الجميع ...
لهذه المدرسة الكثير من الفضل علينا.. كأسرة ....لقد تخرجت آنا منها.. بالشهادة الإعدادية ( المترك ) وكذلك اخي ...وأخواتي ...وبناتي ....وإن شاء الله أحفادنا ....إنها مدرسه عزيزة علينا ...وهي كذلك عزيزة على جميع أهالي ماحص .....
إن هذه المدرسة العريقة وساحاتها.. قد ساهمت وما زالت تساهم في معظم الاحتفالات والفعاليات والنشاطات الوطنية والثقافية والشعبية في ماحص ......كان أخرها مهرجان ماحص الثقافي ...
متمنيا لهذه المدرسة العزيزة الغالية علينا جميعا ,مزيدا من التطور والتقدم والتفوق والنماء ...وأن تبقي صرحا تعليميا وثقافيا شامخا متميزا ....يقوم على إعداد الأجيال القادمة ...وتسليحها بالعلم والمعرفة والأيمان ...وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم ... والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .